لماذا خلقني الله هكذا؟ فهم حكمة الابتلاء في حياتنا
random
أخبار ساخنة

محرك بحث جوجل (Google search)

تابعنا على جوجل نيوز 👇 Google News



لماذا خلقني الله هكذا؟ فهم حكمة الابتلاء في حياتنا

مرحبا بكم في مقال جديد عبر موقعكم المفضل، "راموس المصري Ramos Al-Masry". كثيرًا ما نتساءل عن الأمور التي نواجهها في حياتنا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمور التي نشعر أنها ليست في صالحنا، مثل الشكل، الغنى، الفقر، القوة، الضعف، أو الحظ. قد يبدو السؤال صعبًا: لماذا خلقني الله هكذا؟ ولكن عندما نمعن النظر في حكمة الله ونتأمل في المعاني العميقة للابتلاءات، نجد أجوبة تهدئ القلوب وترضي العقول.


لماذا يحدث لي هذا؟ اكتشف حكمة الله في ابتلائك
لماذا نمر بالابتلاء؟ أسئلة وإجابات شافية

أصل القصة: لماذا نعيش في دار الابتلاء؟

لفهم هذا السؤال، يجب أن نعود إلى أصل الخلق، إلى أول بشري وضع على الأرض، سيدنا آدم عليه السلام. خلقه الله وأسكنه الجنة، ولكن عندما ارتكب خطأً وأكل من الشجرة المحرمة، كان الجزاء أن يُهبط إلى الأرض. هذا الهبوط لم يكن عقوبة فقط، بل فرصة جديدة. كما قال الله في سورة طه:

"فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى".
وهكذا، أصبحت الحياة على الأرض دار اختبار، دار أسئلة نُبتلى فيها بما نحب ونكره، ليثبت كل منا معدنه واستحقاقه للجنة.

لماذا خلقني الله أقل جمالًا؟

يتكرر هذا السؤال لدى الكثيرين، سواء في شأن الجمال أو المال أو الصحة أو القوة. حين تسأل فتاة: لماذا لستُ جميلة مثل فلانة؟ أو يسأل شخص فقير: لماذا لم أُخلق غنيًا؟ نجد الإجابة في مفهوم الابتلاء.

الحياة ليست دار مكافأة؛ إنها دار امتحان. يقول الله تعالى:
"أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ" (العنكبوت: 2).
الجمال، المال، الصحة، والقوة ليست إلا أسئلة متنوعة لكل إنسان.

الجمال كابتلاء

الجمال ليس دائمًا نعمة كما يبدو. من يمتلك الجمال يواجه اختبارات مثل ضبط النفس، الالتزام بالحجاب أو العفة، وعدم الانخراط في سلوكيات خاطئة لجذب الانتباه. قد تكون من هي أقل جمالًا أكثر راحة في حياتها لأنها لا تعيش تحت هذا الضغط.

الفقر والغنى

الفقر والغنى أيضًا أسئلة صعبة. الفقير يُختبر بالصبر، بينما الغني يُختبر بشكر النعمة وإحسان استخدامها. النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنما الدنيا لأربعة نفر…".
وأوضح أن من أوتي المال والعلم فاستعملهما في الخير فهو في أفضل المنازل.

إنما الدنيا لـ 4 نفر

الحكمة في اختلاف الابتلاءات

الله سبحانه وتعالى يعلم ما يناسب كل عبد من الابتلاءات. قد يمنع الله عنك أمرًا لأنه يعلم أنك ستفشل فيه. على سبيل المثال، إذا كنت فقيرًا، فقد يكون الله منع عنك الغنى لأنه يعلم أنك قد تطغى أو تبتعد عن الطريق المستقيم.

مثال الاختبارات التعليمية

يمكن تشبيه ذلك بالامتحانات الدراسية. يضع المعلم الأسئلة بناءً على قدرات الطالب. الطالب الذي ينظر إلى ورقة زميله ويقول "لماذا لم أحصل على هذه الأسئلة؟" يغفل عن حقيقة أن هذه الأسئلة قد لا تكون مناسبة له.

الحياة دار اختبار وليست دار مكافأة

الحياة كلها امتحان، كما قال الله:
"الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" (الملك: 2).
في النهاية، لا فرق بين الغني والفقير، الجميل وغير الجميل، القوي والضعيف، سوى في طريقة الإجابة على أسئلة الحياة.

النظر إلى حكمة الله

لنتأمل قصتي أيوب وسليمان عليهما السلام. أيوب ابتُلي بالمرض وفقدان كل شيء، ولكنه صبر، فوصفه الله بـ"نِعْمَ الْعَبْدُ". سليمان أوتي المُلك والقوة، ولكنه شكر، فوصفه الله بنفس الوصف. الاختبار مختلف، لكن الإجابة هي التي تحدد المصير.

كيف نتعامل مع أسئلتنا؟

  1. الصبر والرضا: تقبل ما قسمه الله لك.
  2. العمل لتحسين أوضاعك: إذا كنت فقيرًا، اسعَ لتغيير وضعك بالعمل والجد.
  3. تجنب الحسد والمقارنة: لا تنشغل بورقة زميلك.
  4. تقوية العلاقة بالله: بالدعاء والصلاة والتوكل عليه.
الخاتمة

في الختام، يجب أن نتذكر أن الحياة دار اختبار وأن الله يوزع الأسئلة بحكمة. كل ما علينا هو الإجابة بالطريقة التي ترضيه سبحانه وتعالى. نأمل أن يكون هذا المقال قد ألقى الضوء على حكمة الله في خلقه. ونتمنى أن تجدوا في موقعنا "راموس المصري Ramos Al-Masry" ملاذًا لكل تساؤلاتكم، ودليلًا يعينكم على فهم حياتكم وتحسين تجربتكم فيها.

google-playkhamsatmostaqltradent