حكم الرقية من غير عين ولا حمة ولا سحر
random
أخبار ساخنة

محرك بحث جوجل (Google search)

تابعنا على جوجل نيوز 👇 Google News



حكم الرقية من غير عين ولا حمة ولا سحر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. تعتبر الرقية الشرعية وسيلة علاجية مأخوذة من الكتاب والسنة، حيث يسعى المسلمون إلى استخدامها للعلاج والتخلص من الأمراض والآلام. في هذا المقال على موقعكم راموس المصري Ramos Al-Masry، سنتناول حكم الرقية باستخدام كلام الله عز وجل، حتى وإن كانت هذه الرقية لا تتعلق بإصابة بعين أو حمة أو سحر. سنناقش هذا الموضوع بناءً على ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، مع توضيح الآراء الفقهية المختلفة وتقديم الفائدة للمسلمين الباحثين عن العلاج الشرعي.


هل يجوز الرقية الشرعية بدون وجود عين أو سحر؟
متى نلجأ للرقية الشرعية؟ دليلك الشامل

أهمية الرقية في الإسلام

تُعد الرقية الشرعية من أهم الوسائل التي يستعين بها المسلم للتداوي والشفاء، فقد جاء في القرآن الكريم ما يشير إلى فضل الاستشفاء بآيات الله وأدعية النبي صلى الله عليه وسلم. فالله سبحانه وتعالى يقول: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ". يُفهم من هذه الآية الكريمة أن القرآن يُستخدم كوسيلة للشفاء، سواء كان من مرض جسدي أو نفسي أو روحي، وهذه الشمولية تعزز استخدام الرقية لأي أذى يُصيب الإنسان.

وفي السنة النبوية، وردت أحاديث عدة تشجع على الرقية والاستشفاء بها، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "استرقوا لها فإن بها النظرة"، مشيرًا بذلك إلى جواز طلب الرقية إذا كانت الحالة تستدعيها.

حكم الرقية الشرعية بكلام الله من غير عين ولا حمة

يُطرح سؤال شائع بين الناس حول حكم الرقية الشرعية بكلام الله عز وجل، حتى إن لم تكن هنالك عين أو حمة أو سحر. الإجابة تأتي في قول الله عز وجل: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ"، حيث أطلق الله سبحانه وتعالى الشفاء بالقرآن ليشمل كل أنواع الأمراض والأوجاع التي قد تُصيب الإنسان، سواء كانت عضوية أو معنوية أو نفسية. وبناءً على هذا الإطلاق، يرى العلماء جواز الرقية الشرعية حتى وإن لم تكن الإصابة بعين أو حمى، نظرًا لأن القرآن هو شفاء شامل لكل ضرر أو مرض.

من هذا المنطلق، يقول فضيلة الشيخ وليد السعيدان في إحدى فتاواه إن الاستشفاء بالقرآن الكريم هو استشفاء عام، ولا يقتصر على علاج الأمراض الناجمة عن العين أو الحمى فقط، بل يمتد ليشمل أي نوع من الأذى والضرر.

تفسير العلماء لحديث "لا رقية إلا من عين أو حمة"

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "لا رقية إلا من عين أو حمة"، وهو ما قد يثير بعض التساؤلات حول اختصاص الرقية الشرعية بعلاج هذين النوعين فقط من الأذى. ومع ذلك، يوضح العلماء أن هذا الحديث لا يقيد الرقية بعين أو حمة فقط، وإنما يُفهم من سياقه أن "لا رقية أنفع من عين أو حمة". أي أن الرقية تكون أكثر فعالية عند علاج الأذى الناتج عن العين أو الحمى، بينما لا يُفهم من الحديث منع الرقية عن الأمراض الأخرى.

يرى بعض أهل العلم أن المعنى المقصود هنا هو تفضيل الرقية في حالات العين والحمة لأنها أكثر الحالات شيوعًا والتي ثبتت فيها فعالية الرقية الشرعية، وليس حصر الرقية في هذين النوعين فقط. فهذا الحديث لا ينفي جواز الرقية عن أمراض أخرى، بل يُشير إلى أن هناك فائدة أكبر للرقية في هذه الحالات المحددة.

أنواع الرقية وأحكامها

يمكن تقسيم الرقية إلى عدة أنواع بناءً على السبب والغرض منها، ونوضحها فيما يلي:

الرقية للعين والحسد: يُعتبر الحسد من الأمور التي تسبب الضرر للإنسان، وقد وردت في السنة النبوية أدعية وأذكار لتحصين النفس من العين والحسد.

الرقية من الأمراض الروحية: مثل السحر والمس الشيطاني، وهي من أهم الرقى التي تُستخدم للتحصين والعلاج من شرور السحر والشياطين.

الرقية لعلاج الأمراض الجسدية والنفسية: لا تقتصر الرقية على الحالات الروحية فقط، بل يمكن استخدامها للعلاج من الأمراض الجسدية مثل الصداع وآلام الجسم، وكذلك الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب.

أدلة جواز الرقية لجميع الأمراض

اعتمد العلماء الذين يرون جواز الرقية لجميع الأمراض على العديد من الأدلة من الكتاب والسنة. فالله عز وجل يقول: "﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾"، وهذه الآية تشمل كل أذى جسدي أو نفسي قد يُصيب المسلم.

وجاء في الحديث النبوي الشريف: "أَرْخَصَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في رُقْيَةِ الحَيَّةِ لِبَنِي عَمْرٍو. قالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: وَسَمِعْتُ جَابِرَ بنَ عبدِ اللهِ يقولُ: لَدَغَتْ رَجُلًا مِنَّا عَقْرَبٌ وَنَحْنُ جُلُوسٌ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، أَرْقِي؟ قالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنكُم أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ."، مما يدل على حث النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين على مساعدة بعضهم البعض والاستفادة من الرقية الشرعية في تقديم النفع والدعم.

ضوابط الرقية الشرعية

لتكون الرقية الشرعية مقبولة وفعّالة، هناك بعض الشروط والضوابط التي يجب الالتزام بها، ومنها:

أن تكون الرقية بكلام الله وأسمائه الحسنى أو بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: يجب ألا تتضمن الرقية ألفاظًا غير مفهومة أو شعائر غير إسلامية.

الاعتقاد بأن الشفاء بيد الله وحده: يُنصح بأن يكون الشخص الذي يرقى أو يُرقى على يقين بأن الله سبحانه وتعالى هو الشافي، وأن الرقية وسيلة فقط.

تجنب الرقى التي تحتوي على شرك أو استعانة بالجن: يجب أن تكون الرقية خالية من أي شرك أو ممارسات تنافي التوحيد، إذ أن الاستعانة بغير الله في العلاج لا تجوز شرعًا.

الإخلاص والنية الصالحة: من المهم أن تكون نية الراقي والمسترقي خالصة لوجه الله تعالى، وأن تكون الرقية بهدف العلاج الشرعي.

الرقية كوسيلة لتحسين الحالة النفسية والروحانية

إن للرقية الشرعية أثرًا عظيمًا في تحسين الحالة النفسية والروحانية، حيث يشعر المسلم بالطمأنينة عند قراءة آيات من القرآن الكريم والأذكار النبوية. وتساعد الرقية أيضًا في طرد الأفكار السلبية وتقوية الإيمان، مما يزيد من قدرة الإنسان على التحمل والصبر.

كيف يمكن للرقية أن تساهم في تعزيز تجربة المستخدم لها

عند الحديث عن الرقية الشرعية، نرى أنها ليست فقط وسيلة للشفاء من الأمراض، بل تساهم أيضًا في تقوية صلة العبد بربه، وتعزيز الإيمان بقضاء الله وقدره. وهذا يمكن أن يُعد تحسينًا لتجربة المسلم الروحية، فالشخص الذي يستخدم الرقية الشرعية بإخلاص يعزز تواصله مع الله ويجد راحة نفسية وهدوءًا داخليًا.

في نهاية هذا المقال الشامل حول حكم الرقية من غير عين ولا حمة ولا سحر، يسعدنا أن نذكركم بضرورة الحرص على اتباع الضوابط الشرعية للرقية والاستعانة بآيات الله وأدعية النبي صلى الله عليه وسلم، فالله هو الشافي ولا شفاء إلا بشفائه. نسأل الله عز وجل أن يُبارك فيكم وأن يُعافيكم من كل ضر وأذى، وندعوكم لمتابعة موقع راموس المصري Ramos Al-Masry للحصول على المزيد من المعلومات الشرعية والمقالات المفيدة التي تعزز إيمانكم وتثري معارفكم.

google-playkhamsatmostaqltradent