في هذه الدنيا، خلق الله البشر وابتلاهم بما فيها من خير وشر، واختبرهم بمظاهر الشر الظاهرة والخفية. قال الله تعالى: "قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق"، وهذا دليل واضح على وجود شرور في مخلوقات الله. بعضنا قد يعاني من هذه الشرور التي قد تسبب له الأمراض، الآلام، أو حتى الموت. بين الحسد، السحر، والعين، يجد الإنسان نفسه محاطًا بمكائد وشبهات، ولكن الحل دائمًا يكمن في التوجه إلى الله.
 |
| سورة الفلق |
الإيمان بالله حصنك المنيع
كلما قويت علاقتك بالله سبحانه وتعالى، كان حفظه لك أكبر. عندما تخرج من بيتك، تذكر هذا الدعاء الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم:
"بسم الله، آمنت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل، أو أَذِل أو أُذَل، أو أظلم أو أُظلم، أو أَجهل أو يُجهل علي."
بمجرد قولك هذا الدعاء، تبشرك الملائكة: "هُديت وكُفيت ووُقيت"، ويتنحى عنك الشيطان. هذا الدعاء ليس مجرد كلمات؛ بل هو حصن يحميك من شرور الدنيا والشيطان.
حفظ النفس عند النوم
عندما تضع رأسك على الوسادة للنوم، هل تضمن أنك ستستيقظ؟ الأمر ليس بيدك؛ بل هو بيد الله وحده. لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند النوم:
"باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين."
هذا الدعاء ليس مجرد عادة؛ بل هو إعلان تسليم كامل لله سبحانه وتعالى.
الأمان في السفر والدعاء بالحفظ
كان النبي صلى الله عليه وسلم يودع أصحابه عند السفر بهذه الكلمات:
"أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم."
حتى المسافر نفسه، من السنة أن يرد قائلاً:
"أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه."
هذا يوضح أن الحفظ مطلوب سواء كنت مقيمًا أو مسافرًا. مهما كنت قريبًا من أبنائك أو أحبائك، فإن الحفظ الحقيقي هو من عند الله.
أهمية التوحيد في طلب الحفظ
التوحيد هو الأساس. تعليم الأبناء أن الحافظ هو الله يعزز من عقيدتهم ويجعلهم يعتمدون على الله في كل أمورهم.
قال الله في سورة الفلق:
"قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق."
فالله سبحانه وتعالى يحميك من شر نفسك ومن شر كل ما خلق، بما في ذلك السحر، الحسد، والحوادث التي قد تكون خارج نطاق سيطرتك.
المحافظة على الصلاة في جماعة
من أعظم أسباب الحفظ أداء صلاة الفجر والعشاء في جماعة. قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله."
هذه الصلوات تضمن لك الحفظ ليلاً ونهارًا.
الأذكار اليومية: سلاحك ضد الشرور
الالتزام بأذكار الصباح والمساء هو من أهم الأمور لحماية نفسك. كيف يمكن لعبد أن يخرج إلى الدنيا دون أن يسأل الله الحفظ؟
- قراءة المعوذات: في صلاة الفجر والمغرب، كرر المعوذات ثلاث مرات.
- دعاء المكان: عندما تدخل مكانًا، قل:
"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم."
- آية الكرسي: عند النوم، قراءة آية الكرسي تجعل الشيطان لا يقترب منك، وتُوكل لك الملائكة لتحرسك.
الحصن الرباني للوقاية من الشرور
الاعتماد على الله والتوجه إليه بالدعاء يجعل الإنسان يعيش في سلام وأمان. العبد الذي يلتزم بأذكار الصباح والمساء، ويحرص على قراءة القرآن، خاصة المعوذات وآية الكرسي، يبني حوله حصنًا منيعًا من الشرور التي قد تواجهه.
خاتمة
في النهاية، إذا أردت أن تعيش في حفظ الله ورعايته، فكن قريبًا من الله، واحرص على أذكارك وصلواتك. لا تنسَ أن تقول دائمًا:
"أستودع الله نفسي وديني وكل ما أعطاني."
راموس المصري Ramos Al-Masry يدعوك للالتزام بما ذكرناه لتعزيز الحفظ الإلهي في حياتك. فلا شيء يضاهي السكينة التي يمنحها الله لعباده الذين يتوكلون عليه.
نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بصالح الأعمال، وأن يجعل هذا المقال نورًا وهداية لكل من يقرأه.