في كثير من الأحيان نشعر وكأننا نعيش في ظلمات لا نهاية لها، فنحن نحمل على عاتقنا همومًا لا تحتمل وأوجاعًا تكاد تدمر أرواحنا. تتوالى الأيام والأسابيع والشهور، ونحن نعيش في دوامة من الألم والقلق دون أن نجد سبيلًا للراحة. ولكن ماذا لو أخبرتك أن هناك طريقة للتغلب على هذه المصاعب واستعادة قيمة الحياة من جديد؟ هنا نقدم لك أربع قواعد أساسية لتطبيقها في حياتك، بناءً على تجربة شخصية تعلمت منها أن الحياة ليست دائمًا سهلة، ولكن بالصبر والإصرار يمكننا مواجهة التحديات.
 |
| كيف تواجه الحياة في أصعب أوقاتها: أربع قواعد أساسية |
القاعدة الأولى: لا تأخذ الحياة بكل جدية
الكثير منا يتعرض لمواقف يومية قد تكون بسيطة في طبيعتها، ولكننا نبالغ في التفكير فيها ونغلق على أنفسنا بدافع الخوف أو القلق. الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه: "اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد". هذه الآية تعلمنا أن الحياة مليئة بالتحديات والاختبارات، ولكن لا ينبغي أن نغلق على أنفسنا بسبب مشكلة صغيرة أو موقف عابر. الحياة ليست دائمًا سريعة كما يتخيل البعض، ولا يمكن أن نتوقع أن تسير كل الأمور بسلاسة ودون عقبات.
يجب أن نعلم أننا خُلقنا في كبد، وهذا يعني أن المصاعب جزء لا يتجزأ من الحياة. لذا، من الضروري أن نتحلى بالصبر ونتذكر دائمًا قول الله تعالى: "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى". في بعض الأحيان، قد نضطر إلى السعي ونحن في حالة من التعب والإرهاق، ولكن هذا هو الطريق الذي أمرنا الله أن نسلكه. السعي مع الصبر والثقة بأن الله لن يتركنا أبدًا هو المفتاح لمواجهة الحياة.
القاعدة الثانية: تجاهل كلام الناس السلبي
في كثير من الأحيان نجد أنفسنا محاطين بأشخاص يتحدثون عنا بسوء. قد نشعر بالضيق والانزعاج، ولكن تذكر أن هؤلاء الأشخاص ليسوا إلا نعمة في حياتك. الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "كل ذي نعمة محسود". فإذا وجدت أن الناس يتحدثون عنك، فاعلم أنك تملك شيئًا يستحق الغيرة.
القاعدة الثالثة: ابتعد عن العلاقات السامة
العلاقات السامة هي واحدة من أكبر الأسباب التي تجعلنا نشعر بالتعب والإحباط. فمن يقترب من السم، يموت. في هذا الزمن، علينا أن نكون حذرين جدًا في اختيار الأشخاص الذين نحيط أنفسنا بهم. ليس كل الناس أصدقاء، وليس كل من تعرفه يستحق أن تفضفض له أو تشاركه حياتك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيت شحًا مطاعًا وهوى متبعًا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك". هذا يعني أنه في أوقات الفتنة والضيق، يجب أن نركز على دائرتنا الضيقة من الأصدقاء والأحبة الذين نثق بهم ونعلم أنهم يتمنون لنا الخير. ولكن في نفس الوقت، لا ينبغي أن نفتح قلوبنا للجميع. علينا أن نختار بعناية من نشاركهم أفكارنا ومشاعرنا.
القاعدة الرابعة: لا تبقَ في حياة من لا يريدك
الحياة قصيرة جدًا لنضيعها مع أشخاص لا يقدرون وجودنا. إذا شعرت أنك غير مرغوب في مكان ما أو مع شخص ما، فلا تتردد في الرحيل بكرامتك. "من استغنى ملك"، هذه القاعدة تنطبق على كل جوانب حياتنا. من الأفضل أن تكون مستغنيًا عن الناس بدلاً من أن تكون معتمدًا عليهم، لأن الاعتماد الزائد يجعلنا نشعر بالمذلة والضعف.
سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "استعن بمن شئت تكن أسيره، واستغنِ عمن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره". هذه الكلمات تلخص الحكمة التي يجب أن نعيش بها؛ أن نستعين بالله وحده، وأن نحسن إلى الناس دون انتظار مقابل، وأن نعرف متى نقف على أقدامنا بأنفسنا.
في نهاية المطاف، الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات، ولكن بتطبيق هذه القواعد الأربع، يمكنك أن تجد طريقك إلى النور مهما كانت الظلمات التي تحيط بك. لا تنسَ أن الله سبحانه وتعالى يقول: "الله نور السماوات والأرض". تذكر دائمًا أنك لست وحدك في هذه الحياة، وأن الله معك في كل خطوة تخطوها.